على خلاف ما وقع في بعض دول الجوار و دول عربية أخرى فيما ما يعرف بالربيع العربي،ظلت التوازنات الداخلية للنظام الجزائري العامل الأساسي المؤثر على المشهد السياسي الجزائري،رغم ما شهدته البلاد خلال الأشهر الأولى من العام 2011 من حركات احتجاجية قوبلت بحصار أمني خانق.
و في رد فعله على هذا الحراك خرج الرئيس الجزائري معلنا عزمه السير على نهج إصلاحي جديد.و مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية ساد جو من الخوف من الامتناع عن التصويت فكانت بوادر المقاطعة واضحة في فترة الحملة الانتخابية.
جرت تلك الاستحقاقات لكنها لم تحمل في نتائجها أي جديد يذكر،فلم يفز الإسلاميون بتشريعيات العاشر من ماي الأخيرة،فيما حقق حزب جبهة التحرير الوطني فوزا وصفته الدوائر الرسمية بالتاريخي،و كان على الجزائريين انتظار 4 أشهر للتعرف على تشكيلة الحكومة الجديدة،حكومة عبد المالك سَلاَّل،التي لم تأتي بالجديد على مستوى الوزارات المهمة.
قدم سلال مؤخرا برنامج حكومته أمام أعضاء البرلمان مصرحا بأن المهمة الأولى لحكومته تتركز في استكمال التحولات السياسية التي أقرها الرئيس إلا أن هذا البرنامج تعرض لانتقادات كثيرة.علما بأن الانتقادات عمت منذ البداية كيفية تفاعل النظام الجزائري مع التغيرات الإقليمية.. أمام هذا الأمر و في ظل تضارب الأنباء حول حقيقة الوضع الصحي لرئيسِ البلاد،يتساءل كثيرون عن ملامح المُستقبل السياسي في الجزائر؟و ما قد تحمله أو تضيفه الإصلاحات الدستورية من جديد ؟
جميع الحقوق محفوظة - Copyright Medi1Radio ©